الأحد، 10 مايو 2009

بناء القدرات
أولاً: الإطار العام
بناء القدرات: تنمية الموارد البشرية، والتعليم، والتدريب
لا تقتصر أهمية تنمية الموارد البشرية على إمكانية استخدام المعلومات وتوزيعها، ولكنها وسيلة هامة لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي وقد اهتمت كثير من البلدان بأهمية الثروة البشرية، فهي حجر الزاوية في بناء مجتمع المعلومات. وتوفر تقنية المعلومات والاتصالات الآمال في أعمال جديدة وفرص أفضل في الإنتاجية ولكنها تتطلب توفر قدرات جديدة أيضا. وتواجه الدول العربية تحدياً ثنائياً فمن ناحية يجب ألا تواجه صناعة المعلومات والاتصالات بالنقص في الكفاءات اللازمة لها، ومن ناحية أخرى يجب أن يتم تجهيز القدرات اللازمة لاستخدام التقنيات التي تنتجها. وقد قامت العديد من الدول العربية على مدار السنوات الماضية بإعادة هيكلة مناهجها الدراسية بحيث تتضمن تعليم البرامج المعدة مباشرة لمعرفة تقنية المعلومات والاتصالات في المرحلة الثانوية والتى تناسب سوق العمل وبالإضافة إلى ذلك تدرك حكومات الدول العربية أنها بحاجة إلى رؤية خاصة في مجال التعليم لمواكبة متطلبات مجتمع المعلومات. وعلاوة على ذلك، فإن الخطط والتوقعات بشأن الاحتياجات المستقبلية من عمالة تقنية المعلومات تستند إلى متطلبات الحاضر أو الماضي أكثر من استنادها إلى استراتيجية إقليمية أو مستقبلية. ومن المهم أيضا تدريب الكوادر الإدارية الوسطى على تقنية المعلومات حتى يمكنها التعامل مع المشاريع في هذا المجال بنجاح في كلا القطاعين العام والخاص.
وتعتبر البرامج التدريبية، سواء المتخصصة أو المهارية أحد أهم روافد التنمية البشرية في المنطقة العربية خاصة مع قصور البرامج التعليمية في هذه البلدان عن سد الفجوة بين ما هو موجود من مناهج دراسية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وما هو مطلوب منها لمواكبة التطور المتلاحق في هذا المجال. ولذلك فمن الضروري وضع برامج تدريبية على مستوى عالمي لرفع مستوى المحترفين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات فضلا عن إتاحة برامج أخرى لمستخدمي هذه التقنية لرفع كفاءتهم في أداء الأعمال وضمان الاستخدام الأمثل للأدوات والبرامج المتاحة لتسهيل أداء الأعمال في كافة القطاعات الأخرى باستخدام هذه التقنية.

محو الأمية والأمية الإلكترونية
هناك وعى كامل أن الأمية يجب أن تواجه بتضافر الجهود بين الحكومات والمجتمع المدني لان هذا هو مدخل الوصول بالمجتمع إلى الاستفادة من الخدمات التي يقدمها مجتمع المعلومات وخصوصا الانترنت. ويجب تسخير تقنية المعلومات والاتصالات لخدمة قضية القضاء على الأمية. ويعد تضمين تقنية المعلومات والاتصالات في محو الأمية عاملاً هاماً يتطلب عملا مشتركا بين الوزارات المعنية، ليس فقط لجلب الابتكارات التكنولوجية ولكن أيضاً لخلق المحتوى والمواد الدراسية وتحديثها. كما يمكن العمل على استخدام طرق إلكترونية مبتكره لمواجهة الأمية تتضمن استخدام الأشكال والرسوم وغيرها، وذلك بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات وطنية وعربية لمحو الأمية الإلكترونية.

ثانياً: الإجراءات التنفيذية
نوصى بأن تتخذ حكومات الدول العربية الإجراءات التالية:
• بذل الجهود الحثيثة والمتجددة للتعامل مع الأمية والخفض الحاد لها بحلول عام 2008، وذلك باستخدام كافة الأساليب والوسائط المتاحة بما في ذلك التليفزيون والاستفادة من الاستثمارات في مراكز الاتصال المجتمعية.
• التوسع في إدراج تقنية المعلومات والاتصالات في المناهج التعليمية للمدارس والجامعات وتبادل الخبرات ما بين البلدان العربية وضرورة ترسيخ المفاهيم المحورية وتنمية المهارات الأساسية .
• إدراك أهمية اللغة العربية لتنمية المنطقة وللمحافظة على هويتها الثقافية، وضمان وصول المحتوى باللغة العربية إلى اكبر قدر، واستخدامها استخداماً واسعاً في كافة الأنشطة التعليمية.
• الاهتمام بالوعي التكنولوجي وتوسيع قاعدة استخدام تقنية المعلومات والاتصالات بين كل فئات المجتمع (الشباب – المرأة – ذوي الاحتياجات الخاصة)، مع التوسع فى استخدام التطبيقات الإلكترونية في مجال التعليم والتدريب من خلال الإكثار من مراكز الإنترنت في المدارس والمكتبات والنوادي وتشجيع البحث العلمي والتطوير في هذا المجال .
• ضمان أنه بحلول عام 2008 ستقدم كافة المؤسسات المهنية مناهج ذات علاقة بتقنية المعلومات والاتصالات، وأن دورات المناهج الإضافية ستكون متاحة لإعادة تأهيل الأفراد بمهارات أكثر ملائمة للسوق بما تقتضيه الحاجة.
• تقديم مؤسسات التعليم ومراكز التدريب المتخصصة لبرامج تدريب مكثفة لإعادة تأهيل الأفراد تلبية لمطالب سوق العمل في ظل اقتصاد المعرفة والتوسع في استخدام الانترنت للتعليم الذاتي المستمر.
• توفير التدريب على نطاق واسع من خلال الشراكات مع القطاع الخاص لنظم المعلومات ذات حقوق الملكية ولنظم البرمجيات ذات المصدر المفتوح.
• تشجيع المواطنين على تعلم المزيد عن التقنيات الجديدة والإنترنت وتوفير المحتوى الملائم باللغة العربية القابل للاستخدام عبر هذه التقنيات.
• قيام الدول العربية إجراء مسح للعرض والطلب حول المهارات الإلكترونية ونشر نتائج هذا المسح على بوابة المعلومات المزمع إقامتها
• إنشاء بنوك للمعرفة كمستودعات للأعمال الذهنية.
• إعطاء أولوية قصوى لتدريب المدربين بهدف ضمان التأثير طويل المدى المقترح من منظمة اليونسكو في هذا المجال، بالإضافة إلى التدريب العملي وخاصة للنساء وشباب المهنيين بالدول العربية التي تمر بمرحلة انتقالية في مجال تقنية المعلومات و الإتصالات.
• توفير الدعم لإنتاج وتوزيع الوسائط المتعددة والمواد الدراسية المفصلة للدورات التدريبية وأدوات معالجة المعلومات، استناداً إلى نموذج برمجيات المصدر المفتوح (open source software) كوسيلة أساسية لنشر المعلومات والمعرفة. وفي هذا السياق، فمن المتوقع أن توفر بوابة عربية للمعرفة أساساً لتسهيل التعاون الدولي والإقليمي بين المجتمعات والمنظمات المهنية. إن تعزيز أساليب التعليم المفتوح والتعلم عن بعد والتعلم مدى الحياة بين العاملين في مجال المعلومات، وكذلك إرساء اتفاقيات مفتوحة بهدف التوسع في الوصول إلى المواد التدريبية وأدوات معالجة المعلومات، كل هذا من العناصر الهامة للاستراتيجية.

ثالثاً: بعض المشروعات التنفيذية المطروحة في مجال بناء القدرات

 حوسبة التعليم في رياض الأطفال والمتوسطة والثانوي
 المجمع الإقليمي لتنمية القدرات في البرمجيات ذات المصدر المفتوح للتعليم والأبحاث
 تدريب واعتماد معلمي تقنية المعلومات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق