الأحد، 10 مايو 2009

مستقبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين
تتناول هذه الحلقة أهم الأزمات التي أثرت سلبا على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأزمة جيل الوسط مع تصريحات مرشدها الخامس مصطفى مشهور والحصار الذي فرضته أحداث 11من سبتمبر 2001على الجماعة ، والجمود الذي أصاب قادة التنظيم في مصر ، وموقف المفكر الفرنسي جيل كيبل أستاذ العلوم السياسية من سلطة المرشد العام ، ونظرة الدكتور عبدالله النفيسي للإخوان في الأقطار العربية ، ومسؤولية إخوان سورية عن أحداث مدينة حماة والتكتيكات الفلسفية الخاطئة التي عصفت وستعصف بالتنظيم . المحامي عاطف عواد أحد أعضاء الجيل التجديدي وأحد المراقبين لحركة الجماعة يرى أن هناك أزمات أثرت على الجماعة وعلاقتها بالتنظيم الدولي ومن ثم ستؤثر بشكل واضح على مستقبله وتبلورت في الآتي : أولا : بيعة المقابر،كان مصطفى مشهور رحمه الله النائب الأول للمرحوم محمد حامد أبو النصر مرشد الجماعة وقتها ، وكانت علاقته قوية بالتنظيم الدولي، كان الرجل الثاني في التنظيم الخاص واشتهر عنه بأنه رجل تنظيمي من الطراز الأول على رغم بعده عن الأضواء وعدم فصاحته وحنكته السياسية إلا أنه كان يمسك بخيوط التنظيم الدولي ببراعة وكانت مسألة توليه لمنصب المرشد العام للجماعة بعد وفاة حامد أبو النصر تحمل شبه اجماع ، ولاخلاف حول هذا الأمر ، .و كانت هناك إجراءات لا بد من أن تتبع في هذا الشأن وفقا للائحة الأخوان والحصول على موافقة التنظيم الدولي قبل الإعلان وذلك بعد ترشيح المرشد من قبل مكتب الارشاد في مصر ، ولأسباب لا يعلمها أحد في وقتها فاجأ المستشار مأمون الهضيبي النائب الثاني والمتحدث الرسمي باسم الجماعة الجميع باعلانه البيعة لمشهور أمام جمهور المشيعين لجنازة حامد أبو النصر وداخل المقابر وأخذ يردد عبارات البيعة ويردد خلفه بعض شباب الاخوان لهذه العبارات . ليس لهم حق الانتخاب اصلا ، وسط صمت وذهول أعضاء مكتب الإرشاد الحاضرين والذين فوجئوا كغيرهم بهذا التصرف من قبل الهضيبي وكذلك وسط استغراب من ممثلي الدول العربية والأوربية من الإخوان الذين استطاعوا حضور تشييع الجنازة وأطلق على هذه الواقعة بيعة "المقابر" .

كانت أزمة الوسط في هذه الآونة في بدايتها وأبدى شباب الوسط انتقادات لاذعة لقيادة الجماعة حول طريقة اختيار المرشد وأبدى مصطفى مشهور وقتها دهشته لهم من تصرف الهضيبي وأنه فوجئ به ولم يعرف ساعتها ماذا يفعل وهذا التصرف ،من قبل الهضيبي كان من وجهة نظر المراقبين الخطوة الأولى لتجاهل التنظيم الدولي وضرب عرض الحائط باللوائح التي تحكم سير الإخوان من قبل مأمون الهضيبي الذي بدأ يفرض سطوته على إدارة الجماعة من خلال قدرته على المناورة والسياسة وضعف الجانب السياسي لدى مشهور .

وقد فسر بعض المراقبين أن ما فعله الهضيبي في بيعة المقابر على أنه محاولة ليكون له فضل على مشهور بعد ذلك ويستطيع أن يشارك في إدارة الجماعة .وكان من مشهور أن احتفظ بالهضيبي النائب الأول له ومتحدثا رسميا للجماعة .وهو المنصب الإعلامي الوحيد في الجماعة والذي يرفض إلى الآن الهضيبي أن يزاحمه فيه أحد ، على الرغم من كونه أصبح مرشدا للجماعة ، وهنا يؤكد عاطف عواد على أن ذلك أثار حفيظة التنظيم الدولي وحدثت خلافات واسعة ، وتحفظ إخوان سورية وأوروبا وأمريكا على هذا الاختيار لفترة. وكان التحفظ كما ذكرت ليس على شخص المرشد ولكن على الطريقة التي تم اختياره بها والذي ابتدعها الهضيبي وحاول مكتب الإرشاد في مصر إصلاح العلاقة مع التنظيم الدولي ومحاولاً التخفيف من الانتقادات التي وجهت للجماعة خاصة بعد انفصال إخوان الكويت عن التنظيم الدولي والجماعة في مصر .ومن قبلهم استقلال د . حسن الترابي في السودان ومعه العدد الأكبر من الإخوان وتحقيقهم نجاحات في التغلغل في السلطة والسيطرة عليها ، ما ضاعف من قوة فكرة الانفصال لدى البعض ضد أعضاء التنظيم الدولي .وحاول مكتب الإرشاد إصلاح الأمر فيما بعد بمحاولة أخذ البيعة اللاحقة لمشهور بعد إعلان تنصيبه م رشدا للجماعة .الوضع الذي اعتبره البعض مسرحية هزلية حيث إن موافقتهم من عدمها لا قيمة لها في هذا الوقت .كما حاول مكتب الإرشاد اختيار نائب ثان للمرشد من سورية لتخفيف حدة الانتقادات التي بدأت توجه إلى مصر وبدأ الحديث عن لماذا يكون المرشد من مصر ولماذا يكون مقر الجماعة ضروريا في مصر وهذه أسئلة ونقاشات لم تكن تثار من قبل مما دل على أن رابطة التنظيم الدولي بالجماعة في مصر بدأت تتفكك شيئا فشيئا ، وهذه كانت فقط المحطة الأولى إلا أنها لم تكن الأخيرة فقد تبعها وتلاحق معها محطات أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق