الثلاثاء، 12 مايو 2009

عبد المجيد مناصرة

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وجهة نظر أقدمها بين يدي المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم لكل من يهمه أمر هذه الحركة ويشغله وضعها الحالي ويتمنى لها النجاح والتوفيق.. مستخلصة من مسار التجربة ولحظات التأمل وجلسات القراءة والمدارسة واستشارة الإخوان.
قد لا تكون متكاملة ولكنها تفتح النظر وتساعد على النقاش وتشجع على التفكير وتحدد المسارات لمن نوى السير بعزم معا نحو الهدف.. وهي بذلك تبقى وجهة نظر مطروحة علانية حتى لا تضيع الحقيقة في صخب الضجيج ولا يضعف الحق في غفلة أصحابه.
وسأكون سعيدا إن استفادت منها الحركة وأفادت أعضاءها وقياداتها وسأكون ممتنا لكل تصويب وتصحيح وكل إضافة وإفادة. وجزى الله الجميع خير الجزاء.
أخوكم: عبد المجيد مناصرة
20-04-2008



أولا: توطئة
قال جلّ ذكره: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
إن حركة مجتمع السلم الجزائرية وهي تمارس عملية الإصلاح، الذي آلت على نفسها إلا أن يكون خالصا لله تعالى وخادما لمصالح البلاد وأمة الإسلام، ستدخل إن شاء الله تعالى مرحلة متقدمة في مسارها السياسي والتربوي والتنظيمي.
وهي اليوم تخوض تجربة فريدة تمازجت فيها معاني المحنة مع معاني المنحة، وذلك من خلال اكتسابها لثقة آلاف المواطنين وتمكّن أفرادها من إدارة شؤون الأمة في الوزارات والمجالس المنتخبة والأجهزة التنفيذية، وكافة المواقع المتعددة التي لم تأت من فراغ وإنما جاءت بعد عمل تراكمي منهجي كثيف وعبور شاق في مسالك البيان والتعريف ومدارج التربية والتكوين.
واليوم ونحن بين يدي المؤتمر الرابع لحركتنا المباركة، سنتذكر معا بعمق وروية نهاية المرحلة التي قادها الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله تعالى، والتي كانت مرحلة تأسيس ومؤسسات، تمّ فيها بناء الحركة وتعارف أبناؤها وانتشرت فيها فكرتها بين الناس، وامتزجت أخبارها عبر الآفاق وحملت هموم الشارع وظلت حاضرة في كلّ المواقف رغم ضريبة الابتلاء والمحن لتصبح مكونا أساسيا في الساحة السياسية المحلية والإقليمية، آخذة بزمام المبادرة، وقيادة الصحوة الإسلامية نحو مواقع أفضل وأرحب.
وعندما داهمت هذا الوطن العزيز حيصات وهزاهز وفتن كقطع الليل المظلم، واختلطت حين ذاك المفاهيم والقيم واختلت موازين الصلاح والفساد، بادرت الحركة بالأفكار والأعمال المتميزة، ووقفت مواقف حرجة في غاية الصعوبة إلا أن رجالاتها قد تحملوا تبعات كل ذلك في ظل ثقةٍ في القائد المؤسس رحمه الله تعالى ومن معه من القيادات، وصبروا على ضريبة المشروع، الذي سرعان ما تكلل بالفرج الواسع الذي أصبحت بموجبه الحركة ملء السمع والبصر، وشريكا مهما يخوض غمار تجربة فريدة في مشوار الحركة الإسلامية التغييري، لتصبح هذه التجربة لاحقا محلا للاعتزاز والافتخار ومظنة للنمو والعطاء إذ ما تمت رعايتها ليكتمل القصد وتتحقق الغاية التي لا تختصُ بأفراد الحركة وحدهم بل بأبناء هذا الوطن الذين يزيدون ولا ينقصون في دعم حركة مجتمع ربانية واقعية وموضوعية يحوطها سياج من الرجال والنساء الذين ارتبطوا وتعاهدوا على أركان الفهم والعمل والإخلاص والتضحية والأخوة والثبات والثقة والتجرد والطاعة الواعية وبذل المجهود.
وإذ تقرر ألا قوة تخلو من الضعف ولا ثواب يخلو من الخطأ، وأنه لا يوجد شر محض ولا خير محض، فإن أعمالنا ومشاريعنا مطلوبٌ لها الاستكمال ببذل المستطاع، فلا نعتقد الكمال والعصمة بل نطلب دائما البرامج الرشيدة والأفكار السديدة والرجال المؤهلين، ونسعى لتكون حركتنا في طليعة التغيير وريادته، محافظين على المكتسبات في عملية تراكمية تحترم السابق وتعترف بفضله، وتضيف عليه ما يثلج صدر أبناء الحركة الإسلامية والأمة الذين يتطلعون كل يوم نحو نور يبزغ وسط ظلمات الابتعاد عن نهج الإسلام وقيمه.
ومن أسوء أدوائنا أن قد أصيبت حركتنا في السنوات الأخيرة ببعض التعثرات في المسار تمثلت في ضياع هيبتها، واهتزاز صورتها، وذبول ملامحها، وهشاشة خطابها، وتعطيل طاقاتها، وتراجع سمتها التربوي، وطغيان شيء من الأنانية والمصلحية على بعض أفرادها وقادتها.
والحركة اليوم وهي مقبلة على مؤتمرها الرابع تحتاج وهي ترفع شعار الإصلاح والتغيير إلى الاسترشاد بالمعالم وإعادة ترتيب الأولويات وربط المواقف بالمبادئ والوسائل بالأهداف والعلم بالواقع، مع اعتناءٍ بالبيت الداخلي، وتوسيعٍ للانتشار، وإبداعٍ في تطوير الأداء وتفعيلٍ شبكة العلاقات الداخلية والخارجية بما يؤمن السير والمسير، ويوسع دائرة المؤيد والنصير.
ولن نطمع بتحقيق هذه الأحلام والآمال بعد التوفيق من الله إلاّ بتضافرٍ في الجهود، وتكامل في الأداء وتشاور في القرار، وتناغمٍ في الإحساس، مع وعي بأهمية الفرد داخل هذه الحركة فهو يمثل رأسمالها وحجر الزاوية من برنامجها، وأي رؤية مستقبلية للتطوير ينبغي أن تبدأ أولا بتطوير الفرد بتصحيح نيته وتقويم فهمه وتفعيل جهده لإعادة الثقة والعزة (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) المنافقون8.

ثانيا: المعالــم
تمتلك حركتنا بحمد لله تعالى وفضله عناصر قوة كثيرة تجعل منها أكثر الأحزاب الجزائرية تأهيلا لقيادة المجتمع وصناعة مستقبل زاهـر له في كنف الإسلام وفي إطار الدولة الحديثة.
ومن عناصر القوة هذه أنها تملك مشروعا تغييريا لتربية المواطن الصالح وبناء الأسرة المتماسكة وإصلاح المجتمع الموحد وقيادة الدولة القوية وخدمة الأمة الكبيرة.
ولهذا المشروع معالم أساسية يمكن اختصارها وتصنيفها على النحو الآتي:
1- إسلامية الفكرة: ففكرة الحركة إسلامية بحتة تطرح استعادة دور الإسلام في الحياة وهي تصنع هويّة الحركة وترسم ملامحها وتحدّد سياساتها بما يعطيها سلامة المقصد وصحة المنهج ووضوح الرؤية والحرص على تعميم فائدتها وانتشارها والثبات عليها والتجرد والإخلاص لها. والفكرة هي الحاكمة للمواقف والسياسات والبرامج.
2- ربانية الدعوة: وللحركة دعوة تسبق الدولة، دعوة خالصة لله ليست لغيره من البشر، وهي كذلك دعوة لكل الناس وليست للبعض دون البعض تبتغي من ورائها نشر قيم الإسلام وتعاليمه وأخلاقه ودعوة الناس إليها على بصيرة، (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)يوسف108. واهتمام الحركة بقضايا الدعوة الإسلامية يوازي أو يفوق اهتماماتها بقضايا السياسة والحكم.
3- وسطية المنهج: منهج الحركة ينتمي إلى المدرسة الوسطية في سلميته واعتداله وواقعيته وفهمه للإسلام بمقاصده وشموليته وحرصه على الجمع بين التربية والسياسة وبين الدعوة والدولة وبين الفرد والمجتمع في توازن دقيق وتكامل منصف.
4- سلمية التغيير: تعتمد الحركة على أسلوب التغيير السلمي الديمقراطي وفقا لمبدأ التداول على السلطة، رافضة العنف كأسلوب للوصول إلى السلطة أو للبقاء فيها، ومتبعة للمنهجية المرحلية في التغيير، وتحدد لكل مرحلة أهدافا ووسائل تكافئها.
5- واقعية السياسة: الحركة لا تصادم السنن الكونية بل تنظر إلى الواقع كما هو وتحاول فهمه جيدا، وعلى ضوء ذلك تختار السياسات القابلة للتطبيق والنجاح، وهي أيضا تؤثر النواحي العملية على الثرثرة الخطابية وتفضل الإنجاز على الافتراض، لأن أصحابها قوم عمليون، ينسبون كل مسألة لا ينبني عليها عمل إلى اللغو والبطالة وإهدار الوقت والجهد.
6- إصلاحية المشاركة: فاستمرار الحركة في إستراتيجية المشاركة السياسية مكفول بإحياء البعد الإصلاحي فيها لقوله تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ)الحج41، فالمشاركة بهذا الضابط تمكين جزئي يستوجب مقابلا من وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي طريق صالح للوصول إلى التمكين الكلّي بإذن الله تعالى (وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج41، وهي مشاركة تصلح ما أفسده الآخرون. وينطبق على رجال المشاركة وصف الغرباء الذين يصلحون ما أفسده الناس، كما جاء في الحديث: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون ما أفسده الناس).
7- اجتماعية النفع: فقضايا المجتمع وحاجات الناس تسجل أولوية مهمة في برنامج عمل الحركة، ومدار اهتماماتها. والحركة بانحيازها وتخندقها مع الشعب وهمومه تستجيب لما تمليه عليها طبيعة المرحلة وحساسية الجبهة الاجتماعية. واستقرار البلاد مرتبط ومشروط باستقرار المجتمع وفئاته.
8- مؤسسية القيادة: القيادة في الحركة جماعية هيكليا ومنهجيا وسلوكيا تحكمها الشورى الملزمة وتؤطرها المؤسسات الفاعلة أي أن هناك مؤسسة تقود لا فرد يقود لوحده، ونجاحات الحركة تصنعها الجماعة عندما تحميها من الأنانية والانفرادية والدكتاتورية، وليست القيادة الجماعية غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة لتقديم أحسن صور القيادة فعالية ومردودا. (وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) طه29-34.
9- مصداقية الخطاب: تكمن قوة خطاب الحركة في صدقه وتماسكه وابتعاده عن التناقض واحترامه لعقول الناس واستيعابه لقضاياهم وانشغالاتهم. وهو يحتاج إلى إعادة صياغة تخلصه مما علق به من تشوهات وشوائب وتحرره من مفردات اللاموقف وتملؤه بالمحتوى الأصيل وتؤطره بالواقعية السياسية.
10- استقلالية القرار: القرار في الحركة شأن داخلي وله مسار تنظيمي مؤسساتي يعصمه من الزلل والخلل ويحميه من التدخل والاحتواء ويوفر له ضمانات الاستقلالية، ويبعد عنه هيمنة الكبراء والأعيان وأصحاب الأهواء والمصالح ويحقق له الثقة والتفاعل.
11- وحدوية الصف: فالوحدة القلبية والفكرية والتنظيمية ركائز أساسية في بناء الحركة وهي أساس قوتها واستمرارها وهي غير قابلة للتهديد من أي كان، ويقف الجميع صفا واحدا كالبنيان المرصوص ضد أي طرف يحاول العبث بها أو النيل منها، وكما أن وحدة الصف هي ثمرة أعمال، فإن وحدة القلوب الموحّدة تسبق وحدة الهياكل والقوالب. (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)الأنبياء92.
12- وفائية الخلق:إن إقالة عثرات ذوي الهيئات، ومعرفة قدر أهل الفضيلة والسبق والتأسيس والسؤال عمن توقف في الطريق، أو خرج من الحركة.. أخلاق وفائية تطبع نسيجنا التربوي والتنظيمي، وتمثل إحدى سماتنا الجمالية التي نتمايز بها بين فعاليات الأحزاب والتنظيمات الأخرى التي تعاني من صراع الأجيال ونكران الفضل ونسيان اللاحق للسابق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يسأل عن عشرة ساعة»، فالوفاء للمنهج ولرجالاته وعلى رأسهم الشيخ محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني وأضرابهما من القادة والشهداء عليهم الرحمات يمثل معلما هاديا في المشروع، وإن للحركة رحما يجب أن توصل ولا تقطع.
13- عالمية التحرك: فأهمية الوطن لا تنسي الحركة قضايا الأمة ومشكلات العالم، فالجغرافية عندها ممتدة بامتداد المسلمين ومساحة العمل واسعة باتساع الأمة الإسلامية، وشبكة علاقات الحركة متعددة ومتنوعة بتعدد وتنوع الشعوب والقبائل تحكمها صيغ التعارف والتعايش والتعاون والحوار والتحالف والتشارك.
14- تطويرية الأداء: حيوية الحركة تكمن في حرصها الدائم على التطوير والتجديد والإبداع في الأساليب والوسائل والأداءات بما يحقق الأهداف بفعالية عالية ويضيف للحركة إضافات كمية وكيفية ويسمح لها بإحراز التقدم المستمر، إذ: «من تساوى يوماه فهو مغبون» كما جاء في الحديث.
15- مركزية فلسطين: القضية المركزية للحركة هي فلسطين بقدسيتها وقدسها، وبأقصاها ورواده، وكل القضايا الأخرى تدور حولها. وفلسطين قضية جامعة وعادلة، ولن تسلم قيادة المجتمع والأمة لمن يتخلى أو يخون القضية أو يتاجر بها، وهي أيضا قضية مباركة ومبارك من حولها (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)الإسراء1.

ثالثا: الأولويــات
كثيرة هي الواجبات التي تقع على عاتق الحركة وقياداتها في المرحلة المقبلة والنجاح في تحقيق الأهداف يتطلب تحديد الأولويات بمنظور واقعي يعيد الترتيب ويصحح المفاهيم، كما أن تجربة الخطأ والصواب تفرض على الحركة اليوم وهي تخطط للمرحلة القادمة رسم سلّم لهذه الأولويات بما يحقق التماسك والانسجام بينها، ويمكن ذكر أهم هذه الأولويات:
1- أولوية البيت الداخلي على المحيط الخارجي:
أولوية تقوية الحركة واستعادة هيبتها هي محل إجماع كل أبناء الحركة، صحيح أن الحركة أصبحت قوة واضحة من حيث الشكل والكيان والهوية والفكرة ولكن القراءات السياسية المختلفة الداخلية والخارجية تشير إلى تراجعات ونوع اختلالات قد طرأت على المسار والرجال، وعملية استعادة الهيبة والموقع اللذَينِ كانت عليهما الحركة سالفا ليست أمرا بسيطا بل هي تمتد في اتجاهات متعددة:
• بعضها يرجع إلى استعادة المعاني القيمية والمعنوية لهياكل الحركة ومسؤوليتها في المواقع التنظيمية ذات العلاقة بالقرار المتعلق بالأفراد في أي موقع كانوا.
• وبعضها يرجع إلى رد الاعتبار للأسرة التربوية باعتبارها المرجع الأساس لتكوين الفرد والموجه الذي تتمثل فيه كل خصائص الحركة.
• وبعضها يتعلق بتقوية وتعميق علاقات ومعاني الأخوة الإيمانية بين الأفراد وإشاعة روح المحبة والتعاون وتأليف القلوب ودعم الممارسات المثبتة للأخوة.
• ومنها ما يعود إلى تحرير الولاء للحركة وتجريده على أسس قيمية تتجاوز الجغرافيات والمناصب إلى الموالاة الخالصة لله تعالى.
• ومنها ما يتعلق بتعميق الشورى وتوسيعها أثناء اتخاذ القرار على أي مستوى كان، حرصا على صوابية القرارات وتسهيلا لتعاون الجميع في موقع التنفيذ.
• وبعضها يرتبط بتحرير الحركة من كل أشكال التبعية والتأثير وإخراجها من محاولات الهيمنة مهما كان مصدرها أو إطارها خصوصا ما تعلق بالأبعاد السياسية.
• ومنها ما يوصي بأولوية أفراد الحركة وإطاراتها بتطبيق مشروعها باعتبارهم الأكثر فهما وحرصا على مختلف مفاصل المشروع.
2- أولوية قيادة المشروع الإسلامي:
إن المشروع الإسلامي يدخل اليوم مرحلة حساسة تضاربت فيها مختلف القيادات وسقطت بعض الرايات وتراجعت بعض الخيارات، حيث أصبحت الحركة تمثل في هذه المرحلة قيادة العمل السياسي الإسلامي وقاطرة الحركة الإسلامية في البلاد وربما في المنطقة بكاملها باعتبار الانتماء والتجربة والنتاج وخصوصا مع انفراط عقد حركات أخرى من جهة وبقاء الحركة في مستوى القوة من حيث الفكرة والتنظيم ثم التجربة والخبرة التي تسير بخطوات نحو الأمام.
وتكمن هذه القيادة في:
o ترشيد الصحوة وحمايتها من الانزلاق، وتوجيهها نحو الإيجابية والفعالية.
o توجيه حركات أخرى نحو مدرسة الوسطية والاعتدال في العمل السياسي.
o دحض ومحاصرة فكر التطرف والغلو ومناهج العنف والإرهاب وتبرئة ساحة الإسلام والعمل الإسلامي منها.
o صناعة الرموز وزيادة عدد القيادات الفكرية والشرعية والخطابية والشعبية على المستوى المحلي.
o توسيع دائرة الحوار الإسلامي وتفكيك ألغام الاختلاف والصراع، وتجاوز عقد الزعامات إلى العمل المؤسسي المشترك.
o صياغة أهداف مشتركة تتوجه إليها جهود العاملين للإسلام مهما اختلفت مواقعهم أو مجالات عملهم أو رؤاهم التغييرية.
3- أولوية الإصلاح على التطبيع:
الإصلاح أولوية عمل وضرورة منهج، وعنوان المرحلة ومحور النضال، ومدار السياسات والبرامج التغييرية.
وضرورة الإصلاح تكمن في منع التطبيع مع الواقع الفاسد والتآلف مع الفاسدين.
4- أولوية الصلاح قبل الإصلاح:
كثيرة هي مشاريع الإصلاح التي تتعثر أو تخفق والسبب في ذلك يعود إلى عدم توفر شرط الصلاح فيمن يقوم بعملية الإصلاح(إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) يونس81.
والحركة هي أداة إصلاح وأمل الناس في التغيير فتحتاج إلى الارتقاء دائما إلى مستويات الصلاح العليا مؤسسات وأفراد، بالتربية والتكوين ابتداء ثم بحسن اختيار القيادات والمسؤولين وتوفير كل معايير الشفافية والنزاهة والإنصاف في تولي المهام وتسيير شؤون الحركة أو شؤون الدولة.
5- أولوية التواصل بين القيادة والقاعدة:
فالقيادة ثمرة صالحة للقاعدة الصلبة، والقاعدة هي رأس مال الحركة الأول والرباط الرباني بين الفرد والقيادة يقوم على تبادل الأخوة والثقة والتشاور الذي يحقق الطاعة الواعية والولاء على بصيرة وفق الفهم الواضح لحدود الحق والواجب المتبادلة بين أركان الحركة.
وإذا كانت (البساطة) واحدا من أهم مظاهر دعوتنا، فأول تطبيق للبساطة هو إزالة الحواجز بين الفرد وقيادته وفتح المجال أوسع للقاء المباشر في أشكال متنوعة، ولأن القيادة في مفاهيمنا ليست فردا بل هي قيمة جماعية، فلقد بات من الضروري صناعة تقاليد القيادة الحانّة على الأفراد والرحيمة بهم والعادلة معهم في كل مستويات الحركة التنظيمية حتى يتمكن الجميع عبر الحب والأخوة وقبل اللوائح والقوانين من المساهمة الإيجابية في قيادة حركتهم وخدمة مشروعهم والإحساس بروح المسؤولية والأمانة تجاه الجيل الذي يتشرفون بخدمته والوطن الذي يعتزون بالانتماء إليه والأمة التي يعيشون في كنفها.
6- أولوية المؤسسة على القائد:
تتضح هذه الأولوية عندما يطرح الخيار بين تقوية القائد أو تقوية المؤسسة مثال ذلك انتخاب رئيس الحركة في المؤتمر يقوي الفرد ويضعف المؤسسة التي هي مجلس الشورى أما رئيس الحركة فلا يعود المجلس بقادر على مراقبته ومحاسبته والتعقيب على آرائه وقراراته، ويتميّع عندئذ دور الشورى، ولا يعود هناك معنى لعبارة «إن مجلس الشورى أعلى هيئة بين مؤتمرين».
من هنا فإن انتخاب رئيس الحركة منهجيا يعود إلى مجلس الشورى ليبقى دائما صاحب الحل والعقد وأعضاؤه هم أهل الاختيار الذين اختيروا هم أيضا بالانتخاب من طرف المندوبين وهذا الاختيار لا ينقص من قيمة ولا دور رئيس الحركة.
إن المرحلة تحتاج إلى صمامات أمان كثيرة تمتن وحدة الحركة وتعمق تماسك مؤسساتها، وأولوية المؤسسة على القائد هي أحد هذه الصمامات.
7- أولوية الإنجاز على الكلام:
من ضرورات القيادة في هذه المرحلة الإنجاز والناس أصبحوا يحتكمون كثيرا إلى الأعمال فلم تعد الشعارات والخطب ولا الكلام والوعود بالتي ترضي الناس أو تطعمهم من جوع أو تكسيهم من عري أو تؤمنهم من خوف.
والحركة بلغت من النضج والخبرة ما يؤهلها لكي تنجز ما ينتظره الناس في مجالات الحياة المتعددة، وهنا يتحقق معنى من معاني هذه الحركة وهو «نحن قوم عمليون».
8- أولوية المجتمع على السلطة:
بعد خروج البلاد من الأزمة السياسية والأمنية والمالية وتعافيها واستقرار هياكلها ومؤسساتها لم يعد أي مبرر لتأخير أو تأجيل حاجات الناس وقضاياهم، ومن هنا ترتقي شؤون المجتمع إلى قمة سلم الأولويات عند الحركة على حساب قضايا السلطة وشؤونها ونقل هذه الأولوية إلى مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية، لإعادة الأمل وترسيخ الثقة ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) آل عمران110.
9- أولوية ضبط العلاقة مع الآخر:
علاقات الحركة واسعة ومتنوعة داخليا وخارجيا تحكمها تعاليم الإسلام ومصالح الوطن وقيم الإنسانية، وتؤطرها دوائر الحوار والتعارف والتعاون والتحالف، وتضبطها قاعدة (استقيموا لهم ما استقاموا لكم).
إن التحالفات لا تلغي الآخرين غير المتحالفين، ولا تحجر على المتحالفين في أن يقولوا للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، كما لا تسجنهم داخل أطرها. وعلى هذا الفهم يمكن إعادة صياغة التحالف الرئاسي ومن موقع الشراكة التي لا تبقى فيها الحركة هي الحلقة الأضعف أو الطفل اليتيم، لأن الحركة مؤهلة أكثر في المرحلة المقبلة ليتحسن موقعها ويتطور دورها ويرتقي أبناؤها في سلم قيادة البلاد .
إن علاقات الحركة ستتعمق أكثر وتتنوع أفضل بحيث تسجل حضورها الإقليمي والدولي بفعالية.

رابعا: السياســات
إن مشروعنا اليوم في حاجة إلى سياسات تطرح كيفية تطوير الأداء ضمن حالة من تسييج الممارسة بالقيم وحماية التجربة بالمتابعة من أجل الارتقاء بالفكرة عبر صوابية المنهج وأحقية الاستخلاف مع إخلاص النية وصلاح العمل وأهم هذه السياسات التي تفرض نفسها اليوم هي:
1- سياسة الاستدراك التربوي:
فنحن حركة تعمل على منهج تربوي هو مصنعها للرجال والكفاءات وجسرها إلى التغيير والإصلاح، ولكنه اليوم في حاجة إلى اهتمام ورعاية واستدراك من خلال:
• معالجة تربوية للأخطاء والعيوب والأمراض التي ظهرت في المرحلة السابقة.
• الاهتمام بالمربين وتحسين مستوياتهم وتأهيل أدائهم وحل مشاكلهم.
• زيادة عدد المربين عبر دورات مكثفة وعمليات ترقية لأصحاب الكفاءات الجديدة.
• رفع مستوى التعاطي مع البرامج التربوية والتدريبية بمختلف الوسائل العلمية المساعدة.
• إعطاء قيمة تنظيمية وتربوية أكبر للأسر في هيكل الحركة التنظيمي.
• إخضاع عمل مناضلي الحركة للعملية التربوية عبر الأسرة مهما كانت الظروف.
• ربط أبناء الحركة برجالها السابقين في مجال الدعوة والقيادة والتنظيم من خلال مختلف المناهج التربوية والحركية والسياسية.
• تعميق البعد الوطني في برامج التربية وترسيخ روابط الانتماء للأمة.
2- سياسة التبليغ الدعوي:
إن بث الوعي بالقيم والثوابت مسؤولية دعوية ضخمة ملقاة على عواتقنا. وإن بناء الدول والحضارات تسبقه دائما إشاعة واسعة للقيم والمفاهيم التأسيسية، والدولة التي تتأسس على دعوة صحيحة تعَمّر كثيرا وتُعمِر خيرا.
ومجالات الدعوة اليوم كثيرة تحتاج إلى تفعيل حتى تملأ فراغ الشباب الذي هو في شوق لمن يأخذ بيده نحو النور بعيدا عن مغريات الحياة وضلالات العولمة. والحركة اليوم يقع عليها هذا العبء، من خلال توزيع ما عندها من دعاة على هذه المهام وتأهيلهم ليواكبوا حاجات العصر وأمزجة الناس ويكافئوا التحديات الجديدة التي تتطلب إستعادة الوعي بنظريتنا الشمولية التي لا تفصل بين الدعوة والسياسة، إذ الغاية واحدة وهي تعبيد الناس لرب العباد وإصلاح أحوال المجتمع والأمة والدولة ولن يصلح الحال إلا بالإسلام بوسطيته وسماحته وعدله.
3- رسكلة التجربة السياسية.
إن مكتسبات مرحلتي التعريف والتكوين الدعوية تمثل البدايات الأولى لمرحلة التنفيذ الذي بدأت الحركة تضع أرجلها على درجاتها الأولية وذلك من خلال انخراطها في مناشط الشأن العام المرتبط بالأبعاد السياسية في شقيها الانتخابي والإداري حيث أصبحت الحركة بحمد الله تعالى مؤتمنة على إدارة مجالس منتخبة وهيئات تنفيذية، ولقد أصبح هذا الوضع الجديد يتطلب منا بذل مجهود نوعي للارتقاء بأدائنا السياسي قصد تثمين التجربة وتصحيح المسار، وتطوير مستوى مسؤولينا في إدارة أعمالهم وتسيير مؤسساتهم على أفضل الوجوه، وهذا يتطلب على الخصوص:
• الاهتمام بالقيادات السياسية الجديدة لإثراء الساحة الوطنية وتجديدها.
• أخلقة الممارسة السياسية من خلال تعميق البعد التربوي لدى نخبنا المشاركة في مختلفة المواقع.
• توسيع وتعميق المشاركة وتأهيل وتجديد رجالاتها.
• توفير من خلال التكوين المسبق والمستمر لنموذج (الوزير ورئيس البلدية والمنتخب والبرلماني..) الناجح والقدوة.
• توثيق تجربة المشاركة وتقديمها بالشكل الذي يجعلها جاهزة ليستيفد منها غيرنا.
• إعادة صياغة أعيان جدد للمجتمعات المحلية بدل الأعيان التقليديين الذين فلتت من أيديهم زمام القيادة.
4- سياسة إصلاح الحكم:
إن عنوان المرحلة الراهنة هو الإصلاح السياسي، وهو محور نضال الحركة من أجل إنجاح التحول الديمقراطي في البلاد وتوسيع دائرة الحريات الأساسية وتقوية المؤسسات الحاكمة واحترام حقوق الإنسان، وتكريس آليات التعددية الديمقراطية.
وأجندة الإصلاح تركز أيضا على المطالبة برفع حالة الطوارئ وإصلاح القوانين والعدالة وضمان نزاهة الانتخابات التنافسية، وإصلاح برامج التعليم وفتح مجال الإعلام وإصلاح الاقتصاد لتنمية البلاد وتحسين معيشة المواطن.
ودستور البلاد في حاجة إلى إصلاح ينبثق من مراجعة جماعية بالحوار ويحقق التوازن بين السلطات واستقلاليتها لضمان استقرار البلاد.
والإصلاح السياسي يعتمد في شقه الثاني على محاربة الفساد والمفسدين بنشر قيم الإسلام في إدارة شؤون الناس ومعايير الحكم الراشد وتمكين الشعب وممثليه من مهمة المراقبة.
كما أنّ المصالحة الوطنية سياسة لا يكتمل نجاحها بدون نجاح الإصلاح (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)الشورى40.
5- سياسة التطوير الإعلامي:
إن منتوجنا جيد، ورجالنا في القطاع الإعلامي كثر ولكن تصدير هذا المنتوج لا يزال بعيدا عن المستوى الذي تتطلع إليه الحركة وأنصارها، لذلك لم تثمن تجربتنا ولم تنل حظها، بل إن خصومنا كانوا أسرع منا وأقدر على قراءة التجربة وتصدير حكمهم الجائر عليها إلى الرأي العام.
ولذلك وجب علينا السعي الجاد لتطوير الأداء الإعلامي بجمع الطاقات الإعلامية للحركة والاستثمار في وسائل إعلامية مختلفة تضمن للحركة حسن التفاعل بين مشاريعها وإنجازاتها وبين جماهير الرأي العام التي هي أقرب إلى من يقول لها حسنا.
كما أن المشروع الذي نحن جزء حيوي منه هو مشروع تغييري يحتاج إلى أن يشد بعضه بعضا، عبر التواصل الإعلامي المباشر بالنجاح والمعبر عن مفاصل التجربة وقيادة الجماهير وراءها في تدافع حضاري أصبح الإعلام وسيلته المؤثرة الأولى فكيف إذا أصبحت الدعوة تطرق أبواب الحكم والتمكين وتمارس التحالفات والمشاركات السياسية في أجهزة الحكم المختلفة.
كما أن خصومنا ومنافسينا المحليين وحتى الدوليين أصبحوا يخشون الإعلام أكثر من خشيتهم لأي شيء آخر وهو ما يلزم الحركة بضرورة الإعداد الواجب والمكافئ لطبيعة المنافسة والصراع في الجانب الإعلامي الذي لا يزال النتاج فيه كبيرا ولكن ثقافة إدارتنا للصراع على هذا المستوى لا تزال ضعيفة وغير مكتملة.
6- سياسة التفعيل التنظيمي:
تنظيمنا في حاجة إلى تنشيط وتجديد وتفعيل حتى لا يترهل أو يصاب بالشلل ويمكن اقتراح بعض الاقتراحات التي تحقق الهدف:
• تقوية المؤسسات الشورية وتطوير أداء الهيئات التنفيذية.
• التوسع في شروط الانتماء والتشدد في شروط تولي المسؤولية.
• الاعتناء بالمشاكل التنظيمية وحلها في وقتها حتى لا تتفاقم بتطبيق اللوائح القانونية والقيم الإسلامية.
• تعميق التآخي بين أفراد الحركة ليتعدى حدود العشائرية والمحلية والجهوية.
• توسيع الانفتاح التنظيمي وفقا لدوائر متعددة تكسب الحركة النصرة والتأييد والدعم.
• استحداث هيئات مركزية ومحلية لاستيعاب الطاقات وتجويد العمل.
• ضبط الهياكل والمؤسسات وتأهيل القائمين عليها بما يدعم نجاحاتهم.
7- سياسة العمل الخيري:
العمل الخيري وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج معاني عالية من العمل الصالح الذي يجب أن تدعمه كل الهيئات الرسمية وغير الرسمية في ظل تدهور الحياة المعيشية للمواطنين وقصور البرامج الحكومية في إيقاف هذا التدهور، وهذه المرحلة توجب على الحركة وضع خطة من أجل تفعيل وحض أهل الخير والجود في بلادنا للمساهمة في القيام بهذا الدور النبيل والمشاركة فيه من خلال بعث وتفعيل المؤسسات النشطة واعتمادها على الأساليب العلمية والعصرية لتطوير أدائها لكي يفي بحاجات الناس، ويضمن بقاء الطبقة الوسطى التي تمثل محك التغيير، والتي يراهن البعض على القضاء عليها بإضعاف هذا البعد التضامني في الأمة الذي يقوم عليه دائما رجالٌ ونساءٌ (يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)المؤمنون61.
8- سياسة تنمية المال:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح) هذه المقولة الشريفة تصلح عنوانا لمقاصد سياستنا المالية، التي تهدف لتقوية الصلاح التنموي في الجزائر مع إعطاء الأهمية لرجال الأعمال ودعمهم ليساهموا في تنمية البلاد ومعالجة مشاكلها.
ومشاركة الحركة في مؤسسات الدولة تصب جهودها في الإسهام بالبرامج التنموية البعيدة عن النزعة في الصرف المهدر للأموال دون أن تكون له نتائج واضحة على المواطن والمجتمع.
ويمكن أن تعمل الحركة في هذا الخصوص على:
• تشجيع الاستثمار الوطني والخارجي بما يخدم الأهداف التنموية الوطنية والاعتناء بالرأسمال الفكري المبدع الذي يملكه شبابنا المتعلم الباحث عن الفرص والتمويل.
• تشجيع الكسب الحلال والنشاط الحلال من خلال السعي مع كل الأطراف لاستقطاب إنشاء وتسهيل نشاط البنوك والمصارف التي تطبق المعايير الشرعية في التعاملات المالية.
• الاعتناء بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل إجراءات تسجيلها وتمويلها وتطويرها.
9- سياسة شؤون المرأة:
المرحلة القادمة تكون للمرأة فيها مكانة رفيعة بإعطاء الأولوية لها وإشراكها في القرار وترقية دورها في المؤسسات والرفع من أدائها في عملية التغيير، وإسناد لها بعض المهام التي لا تزال داخل الحركة حكرا على الرجل.
إن مجتمعاتنا في حاجة إلى أن تخرج لها الحركات الإسلامية نموذج المرأة المسلمة العفيفة الطاهرة والعاملة والقائدة.
والحركة ستنصف المرأة أكثر من خلال نصرتها ورفع الظلم عنها والمبادرة بكل إصلاح تعليمي وتثقيفي وقانوني واجتماعي يعيد للمرأة حقوقها كاملة غير منقوصة ويثمن دورها الإيجابي وينزع من المجتمع بذور الصراع والنزاع الفئوي وينشر قيم التكامل والتعاون.

خامسا: المشاريع
المرحلة المقبلة تتطلب الحرص على الإنجاز والعمل بالمشاريع أكثر من الخطب والنظريات، مشاريع تستوعب الطاقات وتتوزع الأدوار وتتكامل فيما بينها، محققة للأهداف المرجوة منها ويمكن اقتراح هذه المشاريع على سبيل المثال:
1- إنجاز «مجمع محفوظ نحناح» يحتوي على مرافق متعددة تستوعب أنشطة الحركة وفعالياتها ويقدم خدمات متنوعة في مختلف فترات السنة.
2- إنجاز مركز ثقافي يستوعب الطاقات الإبداعية الشابة وينشر الثقافة والفكر ويستخدم الوسائل العلمية والتكنولوجية.
3- تأسيس مركز للدراسات والأبحاث السياسية والإستراتيجية يوفر المعلومات الصحيحة والتحليل العميق ويسند القرار السياسي ويصوب الرؤية التخطيطية.
4- تشجيع تأسيس مؤسسة دعوية مستقلة تتولى نشر تعاليم الإسلام ومبادئه وعلومه ضمن مدرسة الاعتدال والوسطية وتؤهل الدعاة لأداء وظيفتهم التبليغية بحكمة ورفق وفعالية.
5- دعم تأسيس منظمة شبانية مستقلة تؤطر الشباب وتحميه وتوجه جهوده نحو البناء والإيجابية والمشاركة.
6- تكوين مؤسسة إعلامية تتولى إصدار منتوجات من صحيفة ومجلة وكتب وفضائية..
7- اعتماد مشروع الجيل القيادي الذي يتولى إعداد جيل من القيادات الجديدة لعشرين سنة القادمة لقيادة العمل والمؤسسات في مختلف المجالات، (وإن غدا لناظره قريب).
8- إنشاء مؤسسة العائلة تتولى الاهتمام بشؤون الأسرة ووحدتها وتماسكها وكرامتها وتفعيل دورها الإيجابي في تماسك المجتمع واستقرار الدولة.
9- إنشاء هيئة للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته، تجمع كل الأطراف المؤمنة بقضية فلسطين العادلة.
10- اعتماد ملتقى سنوي عالمي للحركات الإسلامية يناقش قضايا العمل الإسلامي وشؤون الأمة، ويتسع لبقية الأفكار والاتجاهات لتشجيع الحوار.
11- اعتماد ملتقى سنوي لشباب الإسلام من مختلف القارات والأقطار لتعميق التعارف بينهم وتربيتهم على الفهم الصحيح والوعي الراقي.
12- اعتماد ملتقى سنوي عالمي للمرأة يناقش قضاياها ويواجه تحديات العولمة ويقدم الإجابات الشافية للأسئلة العصرية.
13- تأسيس مرصد اقتصادي اجتماعي يرصد ويتابع ويحلل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية ويقدم البدائل والخيارات الممكنة على ضوء ذلك لاتخاذ القرارات اللازمة.
14- صياغة مشروع للإصلاح السياسي الشامل تطرحه الحركة كمبادرة منها على الساحة السياسية.
15- إعداد وثيقة لتوسيع وترقية المصالحة الوطنية وترسيخ أركان السلم الاجتماعي.
16- صياغة وثيقة مرجعية في الخطاب السياسي للحركة.
17- إعداد مشروع لمنظومة تربوية صالحة تتجاوز القصور الموجود وتعالج الأخطاء المتكررة.
18- كتابة موسوعة تاريخ الحركة كعمل جماعي يؤرخ لنضالات الحركة وأعمالها ويسجل مآثر رجالها ونسائها وشيوخها وشهدائها.
19- تأسيس لجنة للفتوى الشرعية من خيرة العلماء والمتخصصين للنظر فيما يطرح من إشكاليات ومسائل وقضايا ونوازل برؤية اجتهادية مقاصدية.
20- اعتماد خطة لتأليف 500 كتاب من أبناء الحركة وأنصارها في مختلف المجالات والتخصصات.

هناك تعليق واحد:

  1. Borgata Hotel Casino & Spa - JT Hub
    Located 청주 출장샵 in 양주 출장마사지 the heart of Atlantic City's Marina District, 안산 출장안마 Borgata Hotel Casino 거제 출장마사지 & Spa has a number 양산 출장샵 of amenities and gaming options for the weary traveler.

    ردحذف