الأحد، 10 مايو 2009

مستقبل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ٢ من ٢
و كالة الأهرام للصحافة

١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٣

الانفصال بين الجيل القديم والجيل الجديد، الاهتمام بالعمل السياسي على حساب العمل الدعوي، عدم القدرة على الواقع السياسي، المتغيرات المستقبلية للتنظيم على المستوى القطري في مصر والمستوى الدولي، موقف الدكتور يوسف القرضاوي من المرحلة الحالية التي تمر بها الجماعة، احتكار مصر لمنصب المرشد العام، الاجتماعات السرية مع الأوربيين، الغليان المكتوم في صفوف القادة الدوليين، تصريحات الهضيبي التي رفعت سور العداء والتفرقة. هذه بعض عناوين ما تتناوله هذه الحلقة حول مستقبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.



ومن يقرأ مشوار الجماعة يجد أنه على مدار السنوات انتقل الإخوان إلى العديد من أقطار العالم إلى أن تبلورت صورة الإخوان الحالية في تنظيم مصري سياسي يقود تنظيما دوليا من خلال شبكة شديدة التعقيد غير مسبوقة في بيروقراطيتها، إلا أنها أيضا فريدة في ترهلها ومنغمسة في شيخوختها، وإذا كان المعتقد والمظنون في ضمير المسلمين وفي عقليتهم الجمعية - خاصة بعد أحداث سبتمبر - أن الحركة الإسلامية ينبغي أن تكون في طليعة النخب المثقفة الواعية، معبرة عن وجدان الأمة، قاطرة لرؤى التغيير فيها ووفقا لهذا فإن الحركة الإسلامية - بأجمعها - وفي القلب منها جماعة الإخوان تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضي لنوع من النقد الذاتي يمارسه أبناؤها فرادي أو مجتمعين، خفية أو علانية للاستفادة مما سبق والبحث عن الخلل وتحديده على ضوء المتغيرات الدولية الآنية. ثروت الخرباوي آخر المنفصلين عن الجماعة يقرأ حالة الإخوان ويؤكد أنها تمر بمرحلة "أزمات" بدأت في الظهور منذ وفاة المرشد الثالث الأستاذ عمر التلمساني - رحمه الله - وقد اختلف المحللون حول مبعث هذه الأزمات فمنهم من ألقى بتبعة "الأزمة" على الحكومة ونظرتها الأمنية للإخوان أو بالأحري الحل الأمني الذي انتهجته الحكومات تجاه حركة الإخوان ومنهم من ألقى بالتبعة على الإخوان بسبب استغراقهم في العمل السياسي الحزبي إلا أن كلا من الفريقين لم يقترب من الصورة الحقيقية "للأزمات والأوجاع والترهلات" تشخيصا لها أو تحذيرا منها أو بحثا عن الوسائل الفعالة لمحاربتها. وأبرز أزمات الإخوان التي تتحكم في مستقبل حركتهم حسب ما رصد الخرباوي هي: مشكلة التنظيم من حيث شكله ومن حيث مقره. والانفصال بين الجيل القديم والجيل الجديد. والاهتمام بالعمل السياسي على حساب العمل الدعوي. وعدم قدرة الجماعة على قراءة الواقع السياسي فضلا عن عدم قدرتها على التعامل معه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق