الأحد، 10 مايو 2009

احتمالات للمستقبل
السؤال هل هناك صراعات أجنحة؟

بالطبع حركة الإخوان كحركة بشرية إنسانية تخضع لما تخضع له الحركات البشرية من وجود رؤى مختلفة ومن تشكيل أجنحة وفق هذه الرؤى. وبالتالي هناك صراع مكتوم، وإن كان من أدبيات الحركات الإسلامية عموما هو اخفاء الصراع ونفيه وعدم الرغبة في اشتراك أطراف خارجية في متابعة هذا الصراع لكن هذا النفي لا يلغي وجوده داخل الجماعة.

أما فيما يتعلق بالمستقبل التنظيمي للإخوان فقد تناولت دراسة المهندس أبو العلا التغييرات على كافة المستويات. وبالنسبة للمستوى القطري في مصر فأمام الضغوط المحلية على الجماعة وتوافقها مع الضغوط الاقليمية والدولية ضد أغلب المجموعات الإسلامية الراديكالية هناك احتمالان للمستقبل:

1- إحداث تطوير وتغيير كبير في الجماعة على مستوى الفكر والهيكل والتعامل مع السلطة والأطراف السياسية الأخرى وإجراء مصالحة تاريخية، وحل إشكالية الوجود القانوني فتنجو بها الجماعة وتتطور وتستمر وتعطي فرصة تاريخية لقيادات جديدة أصغر سنا من القيادات الحالية التي يدور أعمارها حول الثمانين عاما وهي أكثر كفاءة (أي القيادات الأصغر سنا) وإدراكا للوضع المحلي والإقليمي والدولي.

2- استمرار الحال على ما هو عليه واستمرار حالة الجمود في الأوضاع الفكرية والتنظيمية والقانونية، وبالتالي استمرار حالة الصدام مع السلطة وحالة الخروج لأعداد مؤثرة عن الجماعة خاصة من الأجيال الناضجة والواعية، وبالتالي استمرار الجماعة في حالة ضعف مستمر و حصار ووضعها تحت السيطرة مما يؤدي إلى مستقبل مجهول وغير محمود العواقب.

أما على المستوى الدولي: يمكن القول إنه ليس أمام قيادات الجماعة على مستوى كل قطر والمستوى الدولي سوي واحد من احتمالين:إما حالة كمون، كما هو الوضع الآن، وانتظار انفراج الأوضاع الإقليمية والدولية غير المواتية لاستمرار فكرة تنظيم دولي إسلامي راديكالي، على أمل العودة إلى تنشيط دور التنظيم الدولي للإخوان في حالة حدوث هذا التحسن والانفراج. أو التخلي بشكل نهائي وشجاع عن فكرة التنظيم وإحياء شكل التنسيق وتبادل الأفكار مثل فكرة المؤتمر القومي العربي مثلا الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت. وفي الوقت نفسه تتوصل الدراسة إلى أن هناك متطلبات للإصلاح على المستويين القطري والدولي:

على المستوى القطري بشكل عام: واجب تجديد الخطاب والرؤى الفكرية والسياسية والتخلي عن فكرة الهيمنة والتفرد والسعي إليها والتعامل كأحد مكونات المجتمع، وإدراك المخاطر المحيطة بالأمة وكل قواها بما فيها الأنظمة الحاكمة والانحياز لمصلحة الأمة وتقديمها على مصلحة التنظيم والجماعة.

وعلى المستوى المصري بشكل خاص يجب حسم الإشكاليات بطبيعة الجماعة، أي الاختيار بين إما حزب سياسي أو جمعية دعوية إصلاحية تربوية وفق القانون ويجب قبلها حسم مسألة التصالح مع الدستور والقانون وقبول النزول عليهما مثل مقولات المرحوم عمر التلمساني، ويجب التخلص من فكرة الثأر من النظام الذي بدأ بالنظام الناصري وورثت هذه الروح لأجيال وانتقلت حالة العداء لأصل النظام رغم تغيير الحكم ثلاث مرات. كما يجب العمل على صياغة لوائح أكثر شورية وديمقراطية والالتزام بها وعدم الخروج عليها والأخذ بأساليب الإدارة الحديثة والمشاركة في صنع قرار.

وعلى المستوى الدولي: التخلي عن فكرة التنظيم الدولي لأنها فكرة انتهي زمانها ويترتب عليها من الأخطار والأضرار أكثر مما يترتب عليها من الفوائد والإيجابيات كما ذكرنا، أو يستبدل بها فكرة مثل المؤتمرات الفكرية التنسيقية التي تنظمها بعض التيارات الفكرية مثل التيار القومي، من وجوب الالتقاء على تبادل الأفكار والآراء دون التزام تنظيمي والعودة إي الإخوان كمدرسة ناجحة عن فكرة التنظيم الدولي غير الناجحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق