الأحد، 10 مايو 2009

انسداد
و يتصور البعض من الإخوان المسلمين أو قل يتصور أكثرهم أنه لا يمكن أبدا أن ينفصل إخوان التنظيم الدولي عن مصر ولا يمكن أبدا أن تتكون كيانات مستقلة لهذا التنظيم بعيدا عن مصر .ويقينا فإنه لم يخطر على بالهم أن جمود حركتهم على الآليات التي ابتدعها حسن البنا في العشرينيات من القرن العشرين ،سيؤدي إلى تخلفهم عن الواقع سريع التطور، إلا أن تجارب البشر تعلمنا أنه من الممكن أن تنفصل كيانات عن أصولها ثم تنمو وتتطور وتسبق الكيانات الأصلية .فها هو حزب الرفاة في تركيا يتوقف عند حد معين ويختلف رجب أردوغان مع صاحب الحزب نجم الدين أربكان ويخرج أردوغان ليكون حزبا جديدا كان يظن الناس أن حزبه هذا مجرد ورقة سقطت من شجرة مثمرة وأن مآلها إلى الذبول ،فإذا بهذا الحزب الجديد يواكب التطور السريع ويتواءم معه ويتعامل بآليات زمن جديد. فكان أن أصبح هذا الحزب الوليد ملء السمع والبصر يقود تركيا بمرجعية إسلامية بحثت عن صيغة تفاعل مع علمانية تركيا وإذا بالحزب القديم يصبح في ذمة التاريخ .

لذلك ليس من المستغرب أن تنفصل كيانات التنظيم الدولي عن التنظيم أو الجماعة في مصر خاصة وأن معظم كيانات الإخوان في أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية سبقت الجماعة الأم في مصر في حيويتها وقدرتها على التعامل بآليات جديدة وبعقليات مبدعة غير جامدة مثل جماعة الإخوان المسلمين بالأردن وحركة (حماس) في فلسطين ، فضلا عن أن استمرار بقاء الجماعة في مصر معطلة جامدة جعل حركة القلب شديدة البطء وانسدت شرايين العمل الإسلامي الإخواني فأصبح القلب لا يضخ دما نقيا إلى باقي جسد الإخوان في العالم أو على ارجح الرؤى أصبح الدم لا يستطيع المرور في ثنايا الشرايين المسدودة والتي تصلبت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق