الأحد، 10 مايو 2009

العناية المركزة
وعلى صعيد ذي صلة يرى الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز الأهرام والمهتم بتطورات حركة الإخوان ،أن التنظيم الدولي يرقد الآن في غرفة العناية المركزة في حالة حرجة جدا ربما يكتب وفاته في الفترة القادمة لا سيما أنه مقبل على مرحلة خطيرة تمر بها الدول على المستويين الإقليمي والعالمي ، فضلا عن أن التنظيم في العقد الأخير حاصرته مشاكل عديدة في كل قطر عربي على حده . فالتنظيم على المستوى الفكري والفلسفي فكرة عابرة للقوميات ولفكرة الخصوصية نتجاوز كل هذه الأشياء لصالح فكرة التوحيد حول الولاء الديني والإسلامي حسب مفهوم الجماعة ، ومن أهم الأزمات التي هزت قواعد التنظيم أنهم منذ نشأتهم وحتى هذه اللحظة عاشوا على فكرة التوفيق بين اتجاهات متعارضة داخل التنظيم وأخذ ذلك منهم وقتا طويلا أفاقوا بعدها على كوارث يعجزون الآن على تجاوزها ، ووضح ذلك في فترة الثلاثينيات والخمسينيات واستمرت هذه الصيغة " صبغة الإصلاح إما بالسلام أو السلاح " حتى فترة عبد الناصر في السبعينيات والثمانينيات ، وفي الفترة الأخيرة فتح الحرس القديم ملفا جديدا للخلافات مع جيل الوسط مما أدى إلى انشقاق واضح وملحوظ وسط أعضاء الجماعة ، وبدا أن هناك صعوبة في الحفاظ على شكل وكيان التنظيم ، وانقلب جيل الوسط على الجماعة وبدت الصورة أن فكرة استيعاب التنظيم لأطراف أخرى فكرة مستحيلة ، وبالتالي تراجعت فكرة استيعاب التنظيم الدولي للمناخ الذي تعيشه فيه الجماعة الأم . من ناحية أخرى فإن الخبير عمرو الشويكي يؤكد أن قادة الإخوان العالميين اكتشفوا أن واقع الجماعة يختلف واقعيا من قطر إلى آخر ووضح ذلك عند إسلاميين مثل الدكتور عبد الله النفيسي ،إذ اعتبر أن هناك خروجا بين إخوان الخليج ومصر ، وأشار أكثر من مرة إلى أن إخوان البلدان العربية الأخرى ينظرون إلى الخليج كمصدر لتمويل مادي فقط .

وعلى صعيد آخر فإن الإحداث المتلاطمة وخاصة بعد أحداث 11سبتمبر وهيمنة الحصار الأمريكي والعالمي على فكرة "الإسلام الأممي" ووصفه بأنه تنظيم عابر للقوميات أمر غاية في الخطورة إذ وضع هذه الجماعة في دائرة الاشتباه ،فلم تكن في وجهة نظرهم المتهم الأول ، كما أن تعرض بعض عناصر التنظيم الدولي لملاحقات وحصار مادي ومعنوي أدي إلى تحجيم نشاط هذا التنظيم بصورة كبيرة .

وفي النهاية يصل د . الشويكي إلى أنه هناك خيارين أمام هذا التنظيم الدولي : الصيغة القديمة التوفيقية واللجوء إلى الحلول الباحثة . والثانية : أن يتحولوا إلى عقل سياسي دون الخلط بين العمل الدعوي والسياسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق